إذا وجدت ارتفاع بإنزيمات الكبد في اختبار الدم، فهل الأمر يستدعى القلق؟ ما هي أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد؟ وما هي الأعراض؟ وطرق العلاج؟
الكبد هو أحد أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يلعب دوراً أساسياً في العديد من الوظائف الحيوية مثل: تنقية الدم من السموم، وإنتاج البروتينات، وتخزين الجلوكوز في صورة جليكوجين لاستخدامه عند الحاجة كمصدر للطاقة، وإفراز العصارة الصفراوية التي تساعد في هضم الدهون.
لذلك عند حدوث تلف أو تكسير لخلايا الكبد نتيجة لالتهاب أو عدوى أو التعرض لمواد كيميائية ضارة، تتسرب خلايا الكبد التالفة إلى مجرى الدم بكميات أعلى من الطبيعي، مما قد يؤدى إلى ارتفاع إنزيمات الكبد في اختبارات الدم مثل إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)، وإنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST).
في هذا المقال سنستعرض لكم أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد، أعراضها، وطرق الوقاية.
أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد
يمكن أن تسهم العديد من الأمراض في ارتفاع إنزيمات الكبد، ومن الأسباب الأكثر شيوعا:
التهاب الكبد الفيروسي| الأعراض| الوقاية
التهاب الكبد الفيروسي هو أحد أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد. هناك عدة أنواع من الفيروسات التي تصيب الكبد، مثل فيروس التهاب الكبد أ (Hepatitis A)، والتهاب الكبد ب (Hepatitis B)، والتهاب الكبد ج (Hepatitis C).
النوع الأول عادة ينتج عن تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة والحاملة للفيروس. كثير من الحالات يكون لديهم أعراض طفيفة -خصوصاً- في السن الصغيرة، وتبدأ بعد حوالي أسبوعين إلى ستة أسابيع من الإصابة.
تشمل الأعراض الآتي: الحمى، التوعك، ضعف الشهية، الغثيان والقيء، الإسهال، اصفرار الجلد والعينين، والبول الداكن. ولا يشترط أن تظهر الأعراض جميعها لدى كل مصاب.
يتعافى تمامًا معظم المصابين بالتهاب الكبد أ، ويكتسبون مناعة ضده طوال العمر.
لا يوجد علاج محدد، لكن من المهم أن يتمتع المريض بالراحة وبتوازن غذائي مناسب، وتعويض للسوائل المفقودة بسبب القيء أو الإسهال.
يتوافر لقاح آمن وناجع للوقاية من التهاب الكبد أ.
النوع الثاني والثالث ينتج عن انتقال الفيروس من شخص حامل له إلى آخر عن طريق الدم أو السائل المنوي أو سوائل الجسم الأخرى. ولا ينتشر عن طريق السعال أو العطاس.
من الطرق الشائعة لانتشار الفيروس: الاتصال الجنسي بدون وقاية أو الوخز بالإبر والمحاقن الملوثة بدم المصاب، أو في حالة النساء الحوامل المصابات بالفيروس، يتم نقل العدوى إلى حديثي الولادة.
وعلى الرغم من أن بعض الأعراض الخفيفة قد تظهر بين أسبوعين وثلاثة أشهر، وأحيانا تصل إلى ستة أشهر، يُشفى معظم البالغين المصابين بالتهاب الكبد ب تماماً، حتى إن أُصيبوا بأعراض شديدة.
الطريقة الرئيسة للوقاية تكمن في تلقى لقاح التهاب الكبد ب.
التهاب الكبد ج يُعرف بالالتهاب الصامت؛ حيث لا تظهر أعراض أو علامات للمرض، ومن غير المعتاد تشخيصه.
يتسبب في تلف مستمر بالكبد، ولا تظهر الأعراض إلا بعد تدمير الكبد للحد الذي يسبب ظهورها. وتشمل سهولة النزيف، كثرة الكدمات، فقدان الشهية، إرهاق، يرقان، استقصاء وتورم بالساقين.
للوقاية من الفيروس يجب الابتعاد عن العوامل التى سبق ذكرها والتي تزيد من فرص الإصابة.
تناول الكحوليات والعقاقير
من أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد الإفراط في تناول الكحوليات. يعتبر الكحول من السموم الشائعة التي تؤثر على الكبد.
عند استهلاكه بكميات كبيرة، يتحول الكحول إلى مواد سامة مثل الأسيتاليدهيد، والتي تسبب التهاباً وتلفاً في خلايا الكبد.
بعض الأدوية قد تلعب أيضًا دورًا في ارتفاع إنزيمات الكبد كأثر جانبي.
من بين هذه الأدوية مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (عند تناول جرعات عالية)، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وبعض المضادات الحيوية، والأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكوليسترول.
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الاستخدام المطول لهذه الأدوية إلى تلف الكبد.
أمراض المناعة الذاتية
أحد أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد هى الأمراض المناعية. في بعض الأحيان، يهاجم الجهاز المناعي خلايا الكبد عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التهاب الكبد المناعي الذاتي.
هذا الالتهاب يسبب تلفًا في خلايا الكبد وارتفاعاً في إنزيمات الكبد. أمراض المناعة الذاتية الأخرى التي تؤثر على الكبد تشمل تليف الكبد الصفراوي الأولي والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي.
التعرض للسموم
التعرض لبعض السموم البيئية أو الكيميائية يمكن أن يسبب تلفاً في الكبد وارتفاعاً في إنزيماته.
على سبيل المثال، التعرض للمواد الكيميائية الصناعية مثل المذيبات العضوية (كالبنزين) والمواد المستخدمة في صناعة البلاستيك والأصباغ، أو المبيدات الحشرية يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الكبد.
كما يلعب التدخين دورًا غير مباشر؛ حيث يزيد من الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما يؤدي إلى تليف الكبد- أحد أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد.
أمراض القلب والأوعية الدموية
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي أمراض القلب والأوعية الدموية إلى ارتفاع إنزيمات الكبد. على سبيل المثال، قصور القلب الاحتقاني يمكن أن يسبب تراكم السوائل في الكبد، مما يؤدي إلى تلف الخلايا وارتفاع الإنزيمات.
يعد انخفاض تدفق الدم إلى الكبد بسبب الجلطات أو أمراض الأوعية الدموية أحد أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد.
الكبد الدهني غير الكحولي
الكبد الدهني غير الكحولي هو حالة تتراكم فيها الدهون في خلايا الكبد دون وجود استهلاك كبير للكحول. هذه الحالة ترتبط غالبًا بالسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستويات الكوليسترول.
تراكم الدهون في الكبد يمكن أن يؤدي إلى التهاب وتلف الخلايا، إحدى أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد. قد ينصح الطبيب المريض بفقدان الوزن عن طريق ممارسة الرياضة، تناول نظام غذائي صحي ومتوازن، وإدارة مستويات السكر في الدم.
العوامل الوراثية
تشكل الأمراض الوراثية إحدى أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد مثل : مرض ويلسون (تراكم النحاس في الجسم)، وداء ترسب الأصبغة الدموية (تراكم الحديد في الجسم)، والداء البطنى (تلف الأمعاء الناتج عن الغلوتين).
متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطراً؟
ارتفاع إنزيمات الكبد هو علامة على وجود مشكلة في الكبد، ولكن ليس كل ارتفاع يدعو للقلق.
يعتمد مستوى القلق على عدة عوامل، بما في ذلك درجة الارتفاع، والأعراض المصاحبة، والأسباب الكامنة. إليك بعض النقاط التي تساعد في تحديد متى نقلق من ارتفاع إنزيمات الكبد:
معدل الإنزيمات وطول فترة ارتفاعها
قد يكون الارتفاع طفيفاً (أقل من 2-3 أضعاف المعدل الطبيعي) والذى قد يرجع إلى الإجهاد البدنى المؤقت أو تناول بعض الأدوية. وفى هذه الحالة لا داعى للقلق، ويمكن إجراء فحوصات للمتابعة فقط.
إذا كانت الإنزيمات مرتفعة بشكل ملحوظ (أكثر من 3-5 أضعاف المعدل الطبيعي)، فقد يشير ذلك إلى مشكلة أكثر خطورة، مثل التهاب الكبد الفيروسي أو تلف الكبد بسبب السموم، وخصوصاً إذا استمر الارتفاع لفترة طويلة دون تحسن. هنا يجب استشارة الطبيب فورًا.
الأعراض المصاحبة
إذا كان ارتفاع إنزيمات الكبد مصحوباً بأعراض كاليرقان، الإرهاق، وجع البطن، الغثيان والقىء، الإسهال، غمقان البول، تورم البطن أو الساقين، فيجب استشارة طبيبك.
ارتفاع إنزيمات الكبد دليل على وجود مشكلة، ومن الضرورى معرفة الأسباب مثل الالتهابات الفيروسية، وتناول الكحول، والأدوية، وأمراض المناعة الذاتية، وغيرها.
وذلك لأن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يمنع تطور الحالة إلى أمراض أكثر خطورة مثل تليف الكبد أو فشل الكبد.
من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض تشير إلى مشاكل في الكبد، مثل التعب، واليرقان، أو آلام البطن.
إقرأ المزيد عن: أعراض الكبد على الوجه
يجب تجنب أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد مثل: تجنب الكحول، ومراقبة الأدوية التي يتم تناولها، كل ذلك يمكن أن يساعد في الوقاية من ارتفاع إنزيمات الكبد.
