أعراض عسر الهضم الشديد | 7 أعراض مزعجة
علاج عسر الهضم الشديد
أعراض عسر الهضم الشديد: هو مصطلح عام يستخدم لوصف الشعور بالانزعاج والألم أو عدم الارتياح في المعدة والجزء العلوي من البطن، أو الصدر بعد تناول الطعام.
عسر الهضم هو اضطراب هضمي، وهو حالة شائعة تصيب الكثير من الناس، وله مجموعة من الأعراض المزعجة التي تظهر في الجهاز الهضمي العلوي، مثل الألم، والانتفاخ، والغثيان، والقيء.
مع أن أعراض عسر الهضم الشديد ليست لها مضاعفات خطيرة عادةً، إلا أنها قد تؤثر في جودة حياتك، حيث تجعلك تشعر بعدم الراحة طوال الوقت، مما قد يعوق من قدرتك علي أداء مهامك والتزاماتك اليومية.
في هذا المقال، سنتحدث عن أعراض عسر الهضم الشديد، وأسبابها المحتملة، وكيفية التعامل معها، وأفضل طرق العلاج.
أعراض عسر الهضم الشديد
تختلف أعراض عسر الهضم الشديد من شخص لآخر، قد تتفاقم هذه الأعراض بعد تناول الطعام، أو قد تكون موجودة طوال الوقت، وتشمل أعراض عسر الهضم الشديد الشائعة ما يلي:
1) الشعور بحرقة وألم شديد في المعدة هو من أكثر الأعراض شيوعًا. وعادة ما يكون هذا الألم حادًا، ويقع في أعلى البطن، أو في وسط الصدر، وقد يمتد الإحساس بالألم إلى مناطق أخري، مثل: الكتفين أو الظهر.
2) الإحساس الدائم بعدم الراحة في المعدة نتيجة الانتفاخ الشديد، وغازات البطن المزعجة، وقد يكون مصاحبًا بالتجشؤ، مع الميل إلى القيء، أو الغثيان.
3) الشعور بالانتفاخ، والامتلاء الزائد في البطن أو المعدة، مع وجود صعوبة في البلع نتيجة الألم في الحلق؛ وكل ذلك سيؤدي إلى الشعور السريع بالشبع، وفقدان الشهية، وعدم الإقبال على الطعام. ومع مرور الوقت سيبدأ المريض في فقدان وزنه بشكل تدريجي غير مرغوب به.
4) الإحساس بطعم شديد المرارة في الحلق أو الفم؛ ناتج عن التهاب المعدة الشديد، وارتداد الحامض المعدي إلى منطقة المريء والحلق.
5) هناك بعض من المرضى سيصابون بالإمساك الشديد نتيجة عدم هضم الطعام بشكل جيد، مع وجود تغيرات ملحوظة في رائحة ولون البراز.
6) وفي بعض الحالات الأخرى، قد يعاني الشخص من بعض الأعراض الغريبة، مثل: الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم. مع الشعور الدائم بالدوار أو الدوخة، والصداع.
7) الشعور بالاكتئاب، والقلق النفسي، أو التوتر المستمر، والحالة المزاجية السيئة، والخوف من تناول الطعام؛ نتيجة الشعور الدائم بالألم وعدم الراحة في منطقة البطن.
أسباب عسر الهضم الشديد
أعراض عسر الهضم الشديد قد تكون ناجمة عن عوامل مختلفة ومتنوعة كثيرة، هناك العديد من الأسباب المحتملة؛ التي قد تؤدي إلى حدوث وظهور تلك الأعراض:
بعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: قرحة المعدة والأمعاء، وهو التهاب بطانة المعدة الداخلية. مما يتسبب في شعور المريض الدائم بعدم الراحة والآلام الحادة.
ارتجاع المريء أو مرض الارتجاع المعدي، وهو ارتداد حمض المعدة إلى المريء. وهو الأنبوب الطويل الذي يربط بين الفم والمعدة. ووجود حمض المعدة داخل المعدة له دور كبير في عملية هضم الطعام بشكل جيد.
متلازمة القولون العصبي من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي، وتعرف أيضا بمتلازمة القولون المتهيج، وهي حالة وظيفية بتأثر إلى حد بعيد على وظائف الجهاز الهضمي. وبالطبع لها دور كبير في تفاقم أعراض عسر الهضم الشديد.
بعض أمراض اضطرابات الأكل النفسية، مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي. حيث يعاني المريض عدم التحكم في شهيته؛ مما يؤدي إلى تناوله كميات كبيرة من الطعام بدون وعي.
استخدام بعض الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية وخصوصا مع الاستخدام المزمن، مثل المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، إلى تفاقم أعراض عسر الهضم الشديد.
العوامل النفسية المختلفة: يمكن أن يؤدي الضغط العصبي، والقلق النفسي، والعاطفي، أو التوتر، أو الاكتئاب وتقلب الحالة المزاجية المستمر؛ إلى ظهور أعراض عسر الهضم الشديد.
تناول أصناف عديدة ومتنوعة من الأكلات المختلفة، وكميات كبيرة وضخمة من الطعام في الوجبة الواحدة؛ كل ذلك سوف يزيد من أعراض عسر الهضم بشكل كبير.
الإصابة بعدوى جرثومة المعدة الحلزونية، أو التي تسمى عدوى البكتيريا الحلزونية (H. pylori). وهي من أكبر مسببات التهاب وتقرحات المعدة، كما أنها منتشرة بالفعل وتصيب العديد من البشر.
التحسس من بعض أنواع الطعام، مثل: البيض، أو سكر اللاكتوز الموجود في اللبن، أو الجلوتين الموجود في منتجات القمح والدقيق، وبالفعل يعاني الكثير من المرضى من عدم تحمل الجلوتين.
بعض العادات السيئة الأخرى مثل التدخين وشرب الكحوليات. قلة شرب الماء، وعدم الحركة بشكل مستمر، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، مع وجود زيادة كبيرة في الوزن.
أطعمة تسبب أعراض عسر الهضم الشديد
هناك العديد من الأكلات والمشروبات التي ينصح بالبعد عنها وتجنبها تمامًا، بقدر الإمكان، لأنها بتفاقم الأعراض إلى حد بعيد، ومنها:
كثرة تناول الحليب ومنتجات الألبان تسبب عسر الهضم، والإصابة بالانتفاخ، والغازات، والإمساك. ولا سيما إذا كنت من النوع الذي يعاني عدم تحمل سكر اللاكتوز الموجود في اللبن.
الإفراط في مشروبات الكافيين مثل: الشاي والقهوة، لأنها تضعف من الصمام الذي يربط بين المعدة والمريء. وبالتالي سوف يساعد ضعف عضلة الصمام على ارتداد الحامض المعدي إلى الأعلى داخل أنبوب المريء؛ مسببا زيادة التقرحات والآلام.
كثرة تناول الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المصنعة، يؤدي إلى تخمر الطعام داخل الأمعاء، وعسر الهضم، وزيادة الانتفاخات، والغازات. وذلك بسبب محتواها الكبير من السكر والمواد المضافة الأخرى.
الأطعمة الحريفة والبهارات مثل التوابل الحارة والفلفل الحار أو الشطة، أو الأطعمة الحمضية مثل البرتقال، والليمون، والجريب فروت؛ فكثرة تناولها يسبب زيادة إفراز الحامض المعدي وتهيج بطانة المعدة، ما ينتج عنه تفاقم أعراض عسر الهضم الشديد.
تناول الوجبات الدسمة التي تحتوي على الكثير من الدهون، والأكلات المقلية بالزيت الكثير، حيث إنها أطعمة ثقيلة، وتحتاج الكثير من الوقت، والمزيد من الجهد للهضم والامتصاص، مما يشكل عبئا إضافيًا على الجهاز الهضمي.
الاعتياد على تناول الوجبات السريعة الفقيرة في محتواها من الألياف والخضروات، والخبز الأبيض الخالي من الألياف والمحتوي على نسبة كبيرة من النشا وبروتين الجلوتين الذي يسبب عسر الهضم عند الكثير من المرضى.
تشخيص عسر الهضم الشديد
قد تكون أعراض عسر الهضم الشديد أمرًا عارضا، لا يستحق القلق. ولكن استشر الطبيب المختص إذا استمر الشعور بعدم الراحة والانزعاج لأكثر من أسبوعين.
يعتمد تشخيص عسر الهضم على التاريخ الطبي للمريض، والفحص السريري، ولكن في حالات أخرى قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض الاختبارات، مثل:
- اختبارات الدَّم والبول والبراز: يمكن أن تساعد تلك الاختبارات في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لأعراض عسر الهضم الشديد.
- يمكن أن تساعد اختبارات التصوير، مثل السونار أو الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو تنظير المعدة الداخلي عن طريق المنظار الفموي، في تحديد وجود اضطرابات بالجهاز الهضمي قد تسبب أعراض عسر الهضم الشديد.
علاج عسر الهضم الشديد
في بعض الحالات، قد لا يكون هناك حاجة إلى العلاج، حيث تختفي أعراض عسر الهضم الشديد تلقائيًا. يعتمد علاج عسر الهضم الشديد على تحديد السبب الأساسي بدقة. أما في بعض الحالات الضرورية، فقد يشمل العلاج ما يلي:
1) تغييرات في نمط وسلوكيات الحياة، وتعديل العادات الغذائية الخاطئة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
2) بعض الأدوية، مثل: مضادات الحموضة وهي الأدوية التي تعادل الحامض المعدي، أو مثبطات مضخة البروتون، التي تمنع إفراز الحامض المعدي، والأدوية المضادة للغازات أو الملينة أو المضادة للتقيؤ، على حسب الحالة.
3) في بعض الحالات القليلة قد يقوم الطبيب بالتدخل الجراحي.
أهم النصائح لتخفيف أعراض عسر الهضم الشديد
فيما يلي بعض النصائح والإرشادات المهمة للوقاية والعلاج من أعراض عسر الهضم الشديد، بشرط التزام المريض بكل أو بمعظم تلك النصائح، مثل:
1) تناول الوجبات الصغيرة المتكررة عوضا عن الوجبات الكبيرة. مع الحرص علي مضغ الطعام بشكل جيد وببطء.
2) تجنب أيضا تناول الطعام قبل النوم مباشرة، والحرص أن تكون موعد وجبتك قبل موعد النوم بساعتين على الأقل. لكي تتجنب مشاكل عسر الهضم، وتعطي فرصة جيدة للجهاز الهضمي بتكسير وهضم وامتصاص الطعام.
3) ممارسة الرياضة والحركة الكثيرة طوال اليوم بشكل منتظم: يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بشكل دوري في تحسين عملية الهضم، وأيضا في تخفيف وتقليل التوتر.
4) الاسترخاء بقدر الإمكان والحصول على قسط وافر من النوم. حاول إيجاد طرق للتخلص من الضغط العصبي والتوتر والقلق النفسي، مثل جلسات التنفس العميق وممارسة اليوجا أو التأمل، من أجل تقليل هرمون التوتر أو ما يسمي هرمون الكورتيزول.
5) الحرص على شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم لتحسين وظائف الجهاز الهضمي، وجعل عملية الهضم تتم بشكل سليم، وأيضا لتجنب الإمساك.
6) استبدال الشاي والقهوة، وتجربة بعض العلاجات الطبيعية أو البديلة مثل: النعناع، أو الزنجبيل، أو الشاي الأخضر، أو اليانسون، أو الكراوية، أو الكمون، أو خل التفاح العضوي.
7) لتفادي عسر الهضم: ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف، التي تسهل عملية الهضم، وتقلل من الانتفاخات والغازات. وهي موجود بكثرة في الخضروات مثل الخيار والخس والفواكه مثل الموز.
8) تناول البروبيوتك والمقصود به البكتيريا النافعة المفيدة، التي لها دور كبير في تحسين عملية الهضم، وتخفيف أعراض عسر الهضم الشديد. وهي متوفرة في الأجبان المخمرة والزبادي، أو على شكل مكمل غذائي يباع بالصيدليات.
9) استبدال اللحوم الحمراء بالدجاج أو الأسماك، لأن اللحوم صعبة في الهضم، وتحتاج المزيد من الوقت لإتمام عملية التكسير والامتصاص داخل القناة الهضمية.
الخلاصة
أعراض عسر الهضم الشديد، هي حالة شائعة يمكن أن تسبب أعراضًا مزعجة للكثير من الناس. قد تكون مؤقتة أو مزمنة. في معظم الحالات، يمكن علاج عسر الهضم بتغييرات بسيطة في النظام الغذائي ونمط الحياة. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون أعراض عسر الهضم الشديد علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة. لذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الأساسي وتلقي العلاج المناسب.