هبوط الرحم هي حالة شائعة تحدث عندما يهبط الرحم من وضعه الذي خلقه الله عليه الي داخل المهبل، نتيجة تمدد عضلات الحوض وضعف الأربطة الداعمة للرحم، هناك درجات متفاوتة شدة للهبوط يمكن أن يكون طفيفا وقد تصل شدته أن ينزلق الرحم بشكل كبير فيخرج جزء منه عبر المهبل فيما يعرف بحالة نزول الرحم الكامل.
في هذه المقالة سنعرض الاعراض والأسباب وطرق العلاج وكيفية الوقاية.
هبوط الرحم uterine prolapse
تعاني حوالي 30% من النساء من اعراض هبوط الرحم، حيث يحدث نتيجة نزول الرحم من فتحة المهبل، نتيجة ارتخاء الأربطة الداعمة للرحم وضعف العضلات المساندة له، او ضعف خلقي أربطة الحوض نقص هرمون الاستروجين بعد سن اليأس، الإمساك الشديد والسعال المزمن زيادة الوزن وتكرار الحمل والولادة ،خاصة إذا كان حجم الجنين كبيرا.
هذه العوامل السابقة تجعل بعض السيدات اكثر عرضة للإصابة بهبوط الرحم دون غيرهم. بعد ان تعرفنا علي الأسباب ننتقل الى الاعراض.
اعراض هبوط الرحم
– وجود أنسجة منتفخة خارج المهبل
– الإفرازات الزائدة
– الإحساس بألم اسفل الظهر والبطن
– صعوبة أثناء التبول والتبرز
– امساك شديد.
– مخاوف جنسية مثل الشعور ارتخاء عضلات المهبل.
– الشعور بانك تجلسين على كرة.
كيف يتم تشخيص سقوط الرحم
يتم التشخيص بعدة طرق طبية مختلفة منها:
– فحص الحوض حيث يقوم الطبيب بفحص أعضاء الحوض لتقييم الحركة وموضع الرحم.
– التصوير بالرنين المغناطيسي حيث يعطي صورة شاملة لأعضاء الحوض والأجزاء المحيطة به
– تنظير المثانة حي يقوم الطبيب بإدخال كاميرا صغيرة فحص أعضاء الحوض وتقييم الحركة
سقوط الرحم يحدث بدرجات متفاوتة في شدتها
مراحل سقوط الرحم
المرحلة الاولي (الخفيفة): يسقط فيها الرحم قليلا في الجزء العلوي للمهبل نتيجة ضعف العضلات الداعمة للرحم
المرحلة الثانية (المعتدلة): يكون فيها الرحم داخل فتحة المهبل
المرحلة الثالثة (الشديدة): في هذه المرحلة يبرز جزء من الرحم خارج المهبل
المرحلة الرابعة (المكتملة): التي يحدث فيها هبوط كامل للرحم خارج المهبل
هبوط الرحم له تأثير على الحياة اليومية للنساء.
هبوط الرحم والحمل
من الأفضل علاج هبوط الرحم ثم التخطيط للحمل حيث أن في المرحلة الأولي الحمل يكون وارد الحدوث، لكن يجب متابعة الطبيب لأن الحفاظ على الحمل مع حالة هبوط الرحم يكون صعب، لذلك يجب زيارة الطبيب بشكل دوري للتأكد من نشاط الجنين.
أما في المرحلة الثانية والثالثة يكون فيها حجم الرحم صغير جدا ولا يساعد الجنين علي النمو بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى موت الجنين أو ولادة مبكرة جدا يصاحبها تشوهات للجنين، وأيضا من المضاعفات المصاحبة للحمل مع سقوط الرحم حدوث نزيف شديد.
سقوط الرحم والدورة الشهرية
قد يسبب السقوط الشديد نزيف في أثناء الدورة، اما السقوط البسيط لا يسبب نزيف او تأخر الدورة الشهرية؛ ولكن التغيرات الهرمونية أثناء الدورة من هرمون الاستروجين والبروجيسترون تجعل الحالة غير مستقرة، ففي بداية الدورة يزداد سمك بطانة الرحم يجعل المرأة تشعر بتحسن في الأعراض المصاحبة لسقوط الرحم.
ولكن مجرد نزول الدورة تصبح العضلات أكثر ضعفا و تشتد الأعراض. بعد ان عرفنا كيف يكون تأثير هبوط الرحم علي الحياة اليومية للمرأة، لابد ان نتطرق للتوقيت المناسب التي يجب ان تزوره فيه المرأة الطبيب لإجراء الفحوصات.
هناك بعض الأعراض التي تظهر على المرأة تستدعي زيارة الطبيب
– الشعور بضغط في منطقة المهبل
– الإحساس بوجود جزء يتدلى من المهبل
– صعوبة التبول
– انسداد الأمعاء
قد يتعافى هبوط الرحم حسب المرحلة التي تعاني منها المرأة .من المرحلة الاولى الى الثالثة يتعافى الرحم من تلقاء نفسه؛
ولكن المرحلة المتطورة تحتاج إلى تدخل علاجي عاجل قد يكون تدخل جراحي او غير جراحي حسب مرحلة السقوط التي تعاني منها المرأة
العلاج غير الجراحي لهبوط الرحم
من الممكن علاج هبوط الرحم إذا استطاعت المرأة تعديل نمط حياتها وذلك باتباع التعليمات التالية والحرص علي نمط حياة صحي.
– فقدان الوزن الزائد.
– الابتعاد عن حمل الأوزان الثقيلة.
– الحرص على تناول أطعمة صحية لتجنب الإمساك.
– الإقلاع عن التدخين.
– التمارين رياضية :مثل تمارين كجيل لتقوية عضلات الحوض؛ لكن نتائجها محدودة وهي حل مناسب لعلاج حالات الهبوط الخفيفة إلى الحالات المتوسطة.
-الفرزجة المهبلية (vaginal pessary) وهو جهاز مهبلي يهدف إلى دعم الرحم، والمساعدة في تخفيف الأعراض لإبقائه في مكانه ويجب اتباع التعليمات لاستخدامه بشكل صحيح ، ولا يجب استخدام الجهاز دون استشارة الطبيب.
– الاستروجين هو علاج موضعي بهرمون الاستروجين للمساعدة على تقوية عضلات الحوض والأنسجة الداعمة للرحم.
لكن الحالات الأكثر شدة تتطلب تدخل العلاج الجراحي
– العلاج الجراحي لسقوط الرحم Sacrocolpopexy ربط المهبل بالعجز باستخدام شبكة او مادة صناعية لتوفير دعم إضافي للرحم.
– تعليق الرحم استخدام الغرز لإعادة وضع الرحم إلى وضعه الصحيح.
– استئصال الرحم يعد استئصال الرحم عملية جراحية كبرى يمكن القيام بها من خلال شق عبر المهبل او من خلال البطن ويتم استئصال جزئي أو كلي للرحم .
تستطيع المرأة ان تحمي نفسها من خطر الإصابة بهبوط الرحم وذلك من خلال معرفة طرق الوقاية.
كيفية الوقاية من سقوط الرحم
– هناك بعض العادات الصحية اذا اتبعناها تقلل من مخاطر الإصابة بهبوط الرحم
– الحفاظ علي وزنك الصحي
– اتباع نظام غذائي غني بالألياف الصحية والسوائل لتجنب الإمساك
– علاج السعال المزمن
– في سن اليأس استخدام بدائل هرمون الاستروجين
لكن هناك عوامل خارجة عن إرادتنا قد تسبب سقوط الرحم مثل الولادة الطبيعية المتكررة مع كبر حجم الجنين او انقطاع الطمث في سن الياس
في النهاية اذا شعرت المرأة بوجود انسجة خارج المهبل، او أي عرض من اعراض هبوط الرحم، لابد من التوجه الي طبيب النساء والتوليد، للتشخيص المبكر لسقوط الرحم؛ لتجنب التدخل الجراحي والمضاعفات كالتقرحات والتهابات عنق الرحم والمهبل، بالأخص اذا تعرضت المرأة للولادة الطبيعية اكثر من مرة بجنين ذو وزن كبير.