رغم التشابه الكبير بين أعراض الحساسية والربو إلا أنه يصعب معرفة الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، حيث ليس كل مصابي الحساسية يعانون من الربو، وكلاهما عبارة عن رد فعل الجهاز المناعي للجسم، حيث تبالغ مناعة الجسم في تكوين الأجسام المناعية المضادة عند التعرض للعوامل التي تحفز التحسس، رغم أن الكثير منها غير ضار مثل: أنواع معينة من الأطعمة، أو الحشرات، أو الغبار.
يرتبط ظهور الحساسية والربو عند الأطفال في فصل الربيع، حيث تتفتح الزهور، ما يسبب في انتشار حبوب اللقاح في كل مكان، ولأن علامات الحساسية والربو على الطفل متشابهة إلى حد كبير، فإن كثيراً من الأمهات يختلط عليهن الأمر؛ ولا يستطعن معرفة الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال؛ هل الطفل مصاب بالربو أم هو يعاني من الحساسية؟
ما الفرق بين الحساسية والربو عند الاطفال؟
يتشابه الربو والحساسية الصدرية في حالات كثيرة، حيث أن بعض العوامل التي تسبب الحساسية هي من مسببات الربو أيضاً، وكلاً من الحساسية والربو يعيق التنفس عن طريق منع مرور الهواء من الأنف إلى الرئتين والعكس.
و سنشرح الآن الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وأشهر أعراض كل منهما.
ما هي أنواع الربو؟
الربو يحدث نتيجة إهمال حساسية الصدر لدى الطفل حتى تتحول إلى مرض الربو.
وهو عبارة عن مرض رئوي يسبب ضيق في الشعب الهوائية والعضلات، ويسبب ازير في الصدر مع صعوبة في التنفس تأتي على شكل نوبات تكون شديدة أو خفيفة، بسبب ضيق القصبات الهوائية لا يصل الهواء بقدر كافي إلى الرئتين مما يسبب نوبة الربو.
ينقسم الربو إلى نوعين:
– الربو التحسسي
– الربو غير التحسسي.
ما هي اسباب الربو عند الأطفال؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الربو ومن خلالها يمكن معرفة الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وتشمل الآتي:
– تناول بعض الأطعمة المسببة للحساسية.
– تعرض الطفل للأتربة والدخان وغيرها.
– الإصابة بالجيوب الأنفية.
– حالات الطقس السيئة وغيرها.
– الإصابة بالحساسية حيث يمكن ان تسبب حساسية الصدر نوبات من مرض الربو.
– القيام بأية أعمال شاقة مثل ممارسة التمارين الرياضية.
أعراض الربو
يوجد العديد من الاعراض للربو التي تساعدنا في معرفه الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وهذه الأعراض تشمل ما يلي:
– صعوبة في التنفس
– الشعور بألم حاد في منطقة الصدر
– صوت الصفير عند الزفير وهو يعتبر أحد الأعراض الشائعه بشكل كبير لدى الأطفال
– عدم قدرة الطفل على النوم بشكل مريح بسبب صوت الصفير والسعال المستمر
– نوبات شديدة من السعال ويمكن أن تتفاقم شدته إذا كان الطفل يعاني أيضا من عدوى فيروسية مثل البرد والأنفلونزا
إذا ازداد شدة هذه الأعراض وأصبحت أكثر حدة وأصبح الطفل يعاني من صعوبة شديدة في التنفس لدرجة انه لا يستطيع التنفس دون استخدام جهاز أكسجين مساعد، في هذه الحالة يجب الذهاب على الفور إلى الطبيب لإيجاد العلاج المناسب.
الحساسية الصدرية
وبعد أن تعرفنا على الربو، سنتعرف على الحساسية الصدرية، وذلك لنتمكن من معرفة الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال.
النظام المناعي في جسم الإنسان تم تصميمه على مواجه المخاطر والأشياء التي قد تسبب ضرر لجسم الإنسان، ولكن في حالة الحساسية الصدرية، يعمل النظام المناعي للدفاع ضد بعض العوامل الغير ضارة مثل أنواع معينة من الطعام، أو الغبار، أو الدخان، أو حبوب اللقاح، وهذا ما يسبب الحساسية بشكل عام والحساسية الصدرية بشكل خاص.
ما العوامل التي تسبب الحساسية الصدرية؟
تساعدنا هذه العوامل والأسباب في معرفة الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وتشمل:
– بعض العوامل التي توجد في الجو مثل الدخان، والغبار، والأتربة، وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات.
– التحسس تجاه بعض أنواع الأطعمة، حيث أشهر أنواع الأطعمة التي تسبب الحساسية الصدرية هي: الحليب، والبيض، والفول السوداني، وفول الصويا، وغيرها من الأطعمة التي قد يتحسس طفلك منها.
– التعرض للسعة من الحشرات مثل النحل، النمل، الدبور.
– بعض أنواع المواد الفعالة مثل مادة البنسلين التي توجد في بعض المضادات الحيوية.
– الحساسية الجلدية عند لمس مواد معينة.
عوامل الخطر في الحساسية الصدرية
إذا كان طفلك يعاني من أحد هذه العوامل فقد يكون عرضة للإصابة بالحساسية الصدرية، وعوامل الخطر تشمل ما يلي :
إذا وجد تاريخ مرضي في العائلة مع أمراض الربو والحساسية، أو إذا كان يعاني من نوع آخر من الحساسية، أو كان يعاني من الربو فقد تكون عرضة للإصابة بحساسية الصدر بمعدل أكبر من أي شخص آخر.
المضاعفات
وبعد أن تعرفنا علي الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال سنتعرف على المضاعفات، في حالة عدم تلقي العلاج المناسب للتحكم في الحساسية الصدرية، فقد تكون هناك بعض المضاعفات التي قد تزيد من خطر إصابة طفلك ببعض الأمراض الأخرى.
وهذه المضاعفات تشمل ما يلي:
الإصابة بالحساسية المفرطة وهذه يحدث في حالة إذا كان طفلك مصاب بالحساسية الشديدة، وهذا التفاعل يشكل خطر كبير على الجسم، وفي الغالب يكون بسبب حساسية تجاه بعض الأطعمة أو لسعات الحشرات.
قد تسبب الحساسية الصدرية مرض الربو، وذلك بسبب رد فعل الجهاز المناعي الذي يسبب التهابات وضيق في الشعب الهوائية، ويحدث الربو في الغالب إذا كنت تعاني من حساسية تجاه أحد العوامل البيئة، ذلك بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بالالتهابات في الأنف، الأذن، والتهاب الجيوب الأنفية.
أعراض حساسية الصدر
يوجد العديد من الاعراض التي تساعدنا في معرفه الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وتشمل الأعراض التالية:
– السعال المستمر، والذي يزيد خلال الليل.
– صعوبة في التنفس وألم في الصدر.
– سرعة التنفس مع زيادة معدل ضربات القلب.
– أزيز في الصدر.
– ارتفاع شديد في شدة حرارة الجسم.
– الشعور بإرهاق وتعب عام في الجسم.
– قشعريرة شديدة.
– البلغم الشديد.
أنواع الحساسية الصدرية
تنقسم الحساسية الصدرية للعديد من الأنواع، ولكن يتم دمج هذه الأنواع تحت نوعين فقط وهما:
نوع بسيط
يكون مصحوب بأعراض خفيفة مثل السعال الخفيف، وهو لا يظهر دائما بل في فترات معينة خلال العام، ويتم العلاج بسهولة من خلال بعض الأدوية.
حساسية مزمنة
هذا النوع يتشابه بشكل كبير مع أعراض الربو وقد يتم تشخيصه بشكل خاطئ من قبل الأطباء على أنه مرض ربو تحسسي، ويظهر بشكل متكرر طوال العام بمعدل لا يقل عن 7 مرات طوال العام، و يتميز بشدة الأعراض مثل السعال الشديد وصعوبة في التنفس.
هل يختفي الربو عند الاطفال؟!
لا يمكن أن يختفي الربو عند الأطفال، ولكن يمكنك تقليل الأعراض عند طفلك باتِّباع خطة تحكم بالربو مع طبيب طفلك حيث يقوم بتتبع الأعراض وتقييم الحالة ومعرفة الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال لتقديم العلاج المناسب.
طرق العلاج
تختلف طرق علاج الربو والحساسية عن بعضهما، لذا يمكننا أن نوضح الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال من جهة العلاج في ما يأتي:
طرق علاج الربو
وتنقسم إلى:
العلاج بالأدوية طويله الأمد
وتشمل ما يأتي:
أدوية السيطرة على الربو طويلة الأمد لحماية المريض من التعرض لنوبات الربو الشديدة، وتتضمن ما يأتي:
– الكورتيكوستيرويدات المستنشقة (Inhaled corticosteroids).
– مُعدِّلات الليكوترين (Leukotriene modifier).
– الثيوفيلين (Theophylline).
– أجهزة الاستنشاق المركبة (Combination inhaled medicines).
الأدوية سريعة المفعول والمخففة للأعراض
يمكن استخدامها وقت النوبه وتشمل ما يأتي:
– عوامل مضادات الكولين (Anticholinergics).
– ناهضات بيتا قصيرة المفعول (Short-acting beta-agonists).
– الكورتيكوستيرويدات الفموية (Oral corticosteroids).
– الكورتيكوستيرويدات الوريدية (Injection corticosteroids).
طرق علاج الحساسية
وتقسم إلى:
العلاج بالأدوية
وتشمل ما يأتي:
– مضادات الهستامين
– مزيلات الاحتقان
– مثبتات الخلايا البدينة (Mast cells Stabilizers)
العلاج المناعي
يتم اللجوء إليه في حالات الحساسية الشديدة.
العلاج المناعي تحت اللسان
يتم فيه وضع قرص يحتوي على مسببات الحساسية تحت اللسان، وهو فعال لعلاج الحساسية الناتجة عن العشب وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة.
نصائح لتخفيف أعراض الحساسية
والآن وبعد أن عرفت الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال وطرق علاج كل منهما، إليك بعض النصائح التي قد تساعد في تخفيف أعراض الحساسية، والتي تشمل ما يأتي:
– الزم المنزل في الأيام التي تكون جافة وبها رياح شديدة، حيث تكون أعداد حبوب اللقاح كبيرة وقد يؤدي ذلك إلى مفاقمة أعراض الحساسية لدى طفلك.
– عدم القيام بقص العشب وإزالة الحشائش وغيرها من أعمال البستنة، حيث أن ذلك يساعد في تقليل تعرض طفلك لمسببات الحساسية.
– لا تنشُر الغسيل في الخارج، حيث قد تلتصق به حبوب اللقاح من الجو.
– أغلِق النوافذ أثناء الليل وفي الأوقات التي يكون فيها عدد حبوب اللقاح كبيرًا.
– تجنَّب خروج طفلك من المنزل في الصباح الباكر، حيث تكون أعداد حبوب اللقاح ومسببات الحساسية كبيرة.
– قُم بشطف الأنف بمحلول ملحي (Normal Saline)، حيث يعمل ذلك على إزالة المُخاط وتنظيف الأنف من مسببات الحساسية.
علاج الربو عند الأطفال طبيعياً
بعد أن قدَّمنا إجابة كافية حول الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، فمن المفيد معرفة بعض الطرق الطبيعية التي قد تساعد في تخفيف أعراض الربو، والتي تشمل ما يأتي:
شرب القهوة والمشروبات المحتوية على الكافيين
يساعد شرب القهوة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين في تخفيف أعراض الربو، حيث أن الكافيين له تأثير بسيط كموسِّع للقصبات الهوائية.
وقد وُجِد أن شرب القهوة يساعد الرئتين على العمل بشكل أفضل لمدة 4 ساعات تقريبًا، ولكن لا يزال تأثير القهوة على أعراض الربو بحاجة للمزيد من الدراسات.
عمل حمام بخار
اذا تعرفت علي الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وتاكدت باصابة طفلك بالربو، فيمكنك استخدام البخار؛ حيث يقوم البخار بتخفيف أعراض الربو، حيث يساعد عمل حمام البخار في تحسين عملية التنفس.
ولكن عليك الحذر فبعض الأشخاص قد تزداد لديهم أعراض الربو عند تعرضهم للبخار، لذلك من المهم أن تكون على معرفة بما يثير نوبات الربو لدى طفلك.
إضافة الثوم والزنجبيل إلى الطعام
يحتوي الزنجبيل والثوم على مواد لها خصائص مضادة للالتهابات، والتي قد تساعد في تخفيف وتهدئة أعراض الربو.
ولذلك قم بغلي الزنجبيل وشربه أو وضعه مع الطعام.
ممارسة تمارين الاسترخاء
تساعد تمارين الاسترخاء في تخفيف وتهدئة اعراض الربو عند الكثير من الأشخاص.
ختامًا نرجو أن نكون ساعدنا في توضيح الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال، وكيف يمكن أن تؤدي الحساسية الصدرية في حالة عدم علاجها إلى حدوث الربو المزمن، لذلك إذا لاحظت على أحد أطفالك او أفراد أسرتك ظهور علامات إصابة الجهاز التنفسي، فلابد من الإسراع بزيارة الطبيب للوصول إلى التشخيص المناسب وطريقة العلاج السليمة لتجنب أية مضاعفات.