انفجار الزائدة الدودية – 3 احتمالات خطيرة
إذا لم يتم التدخل الجراحي عند ظهور الأعراض والإزالة في الوقت المناسب من الممكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار الزائدة الدودية وتعريض حياتك للخطر!
الزائدة الدودية هي جزء صغير متصل بالأمعاء لا يُشكل العيش بدونه أي تأثير أو تغير في صحة الإنسان، على الرغم من أن انفجار الزائدة الدودية يُشكّل الخطر الأكبر ولا بُدّ من التدخل لإزالتها قبل الانفجار حينَ ظهور الأعراض التي تدلّ على التهاب الزائدة الدودية.
ما لا تعرفه عن الزائدة الدودية
تأخذ الزائدة الدودية شكل أنبوبٍ صغير في الجانب الأيمن السفلي من بطن الإنسان وتتصل بالأمعاء الدقيقة، ولكن لا يُعرف دورها حتى الآن.
على الرغم من أن لكل عضوّ وخلية في جسم الإنسان دورًا محدّدًا معروفًا ويُسبّب التهابه مرضًا يحتاج إلى تدخل دوائي أو جراحي لتصحيح المرض وإزالة الالتهاب دون الحاجة عادةً إلى إزالة العضو أو الجزء ذاته، فالتهاب الزائدة الدودية يؤدي إلى انفجارها ويتم تصحيحه بالتدخل الجراحي لإزالتها بالكامل ولا يُحدث ذلك أي تغيير في وظائف الجسم لذا سٌميّت بالزائدة، والدودية لأنها تشبه الدودة.
وضع بعض الباحثون وعلى رأسهم داروين افتراضات للزائدة الدودية وأنها كانت تُفيد في هضم ألياف أوراق الشجر التي كان يتغذى عليها الإنسان القديم ولكن عندما بدأ الإنسان في التطور وتنوع الطعام وأكل الفواكه الأبسط لم يعُد لها حاجة في الهضم وانكمشت.
أما الدراسات الحديثة تفترض أنّ للزائدة الدودية دورًا مناعيًّا بسيطًا أيضًا أو أنها تحمي البكتيريا النافعة التي في الأمعاء.
تُؤيّد دراسة حديثة هذا الافتراض؛ حيث أثبتت أن تكرار عودة عدوى الكلوستريديوم ديفيسيل C.difficile في الأشخاص الذين لم يزيلوا الزائدة الدودية 11% بينما كانت النسبة 48% في الأشخاص الذين خضعوا لإزالة الزائدة الدودية.
تلعب الزائدة الدودية دورًا في المناعة لكونها جراب يحوي البكتيريا النافعة، ولكن قبل أن يُسبب الالتهاب انفجار الزائدة الدودية يتم إزالتها ويعوض هذا الدور المناعي الخلايا المناعية الأخرى في جسم الإنسان فلا يُسبب ذلك نقصًا في الجسم.
على الرغم من التطور الطبي والبحثي ولكن الوصول إلى الزائدة الدودية للدراسة ليس سهلًا ولا تزال بحاجة للمزيد من الدراسات لفهم وظيفتها الفعلية وما هي حقيقتها. كما أن الزائدة الدودية في الكائنات الأخرى لا تُشبه كثيرًا الموجودة لدى الإنسان لذلك ليس من السهل دراستها.
ما قبل انفجار الزائدة الدودية
التهاب الزائدة الدودية وإزالتها أحد أكثر أنواع الجراحات شيوعًا. يحدُث التهاب الزائدة الدودية عند انسدادها بأي جسم سواء كان طعامًا أو نمو خلايا أو حصوات فتلتهب الزائدة الدودية وتتضخم، ويحدث هذا بشكل فجائي وفي أي عُمر ولا يُمكن تفاديه أو تفادي عوامله، ويكون التهاب الزائدة مصحوب بأعراض:
- ألم في السرة يمتد للجزأ الأيمن السفلي من البطن وهو أشهر الأعراض شيوعًا ويزداد الألم بالضغط على مكان الزائدة الدودية، ويقلّ بضم الركبة إلى البطن مع الاستلقاء.
لكن يكون الألم أعلى قليلًا في الحمل لارتفاع مكان الزائدة الدودية في الحمل عن مكانها.
- فقدان في الشهية، بنسبة 75% من الحالات قد عانوا من فقدان الشهية
- قيء وغثيان
- ارتفاع في درجة الحرارة
- إسهال أو إمساك
يزداد الألم المصحوب لالتهاب الزائدة الدودية بالحركة أو الكحة أو المشي، ويستمر الألم حتى الإزالة أو العلاج وقبل انفجار الزائدة الدودية الذي قد يحدث في غضون يوم أو يومين.
في بعض الحالات غير المعقدة يُساعد علاج الزائدة الدودية بالمضادات الحيوية ويؤدي إلى تحسّن ولكن لا يُفضل الأطباء العلاج بالمضادات لأن المدة القصيرة منذ بداية الالتهاب إلى انفجار الزائدة الدودية يُلجِئ الكثير إلى إزالتها كما أن الذين تلقوا العلاج اضطروا إلى إزالتها بعد مدة.
إذا لم يتم علاج التهاب الزائدة عن طريق التدخل الجراحي بعد ظهور الأعراض وفي الوقت المناسب من الممكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار الزائدة الدودية وتعريض حياتك للخطر.
مراحل انفجار الزائدة الدودية
بعد انسداد الزائدة الدودية يتراكم الصديد والبكتيريا بها وتتضخم، ويزداد الضغط على الجدار مما يؤدي إلى ثقب هذا الجدار أو الانفجار في غضون 36-48 ساعة وانتشار الصديد والبكتيريا إلى الغلاف المحيط بالبطن وهذا يُشكِّل خطرًا كبيرًا ويحتاج إلى تدخل طبي فوري لإزالة الزائدة الدودية وتنظيف محيط البطن حتى لا يتسبب انفجار الزائدة الدودية انتقال هذه العدوى إلى الدم مما قد يُؤدي إلى الوفاة. حيث أدى ذلك إلى الوفاة فيما يقرُب من 5% من الحالات.
كذلك من الممكن تكوين حويصلات أو خراج من الصديد المنتشر ويتطلب تدخلًا سريعًا أيضًا لإزالة الخراج وتصريفه عن طريق أنبوب، ولا يكفي استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالة. يستغرق الأمر أسبوعين لاستفراغ الخراج مما يعدّ مرحلة صعبة وخطيرة؛ ولذلك يُنصح بالاهتمام بالأعراض المشتبه بها وسرعة التشخيص واتخاذ القرار لإزالتها قبل انفجار الزائدة الدودية، وعدم التفكير فيما يترتب عليه من فقدان دورها المحتمل لعدم الدخول في هذه المضاعفات والحاجة للجراحة أيضًا مع تهديد لحياة المُصاب.
ما يصحب انفجار الزائدة الدودية من أعراض
- ألم شديد مستمر بالبطن دون تغير
- ارتفاع في درجة الحرارة
- انتفاخ البطن
- زيادة ضربات القلب وضيق التنفس مع التنفس السريع
نستنتج أن التهاب الزائدة ليس خطيرًا وإنما هو أمر شائع ويتم التعامل معه بالجراحة لكنّ إهمال الالتهاب هو الذي يؤدي إلى انفجار الزائدة الدودية؛ لذلك لا يُوجد نصائح أو علاجات بديلة يُمكن اتباعها عند التهاب الزائدة، ولكن بعد التدخل الجراحي إذا كان ذلك قبل انفجار الزائدة الدودية فيكون إما
- عن طريق المنظار حيث يقوم بشق بعض شقوق في المعدة وإجراء الجراحة بمنظار كاميرا متصل بجهاز كمبيوتر يُتابع من خلاله الطبيب إجراء العملية الجراحية.
إزالة الزائدة عن طريق المنظار هو الأسهل في الشفاء وممارسة الحياة الطبيعية بشكل أسرع ولكنه لا يُناسب البعض.
- عن طريق فتح المعدة بضع سنتيمترات واستئصال الزائدة.
إزالة الزائدة عن طريق فتح المعدة أيضًا قد لا يُناسب بعض الحالات ولكنه الحل الأفضل في حالات انفجار الزائدة الدودية لأنه يُتيح للأطباء تنظيف تجويف البطن اللازم في هذه الحالات.
ما تحتاجه بعد استئصال الزائدة الدودية
- يحتاج الكل إلى الراحة بضع أيام بعد عملية الاستئصال بالمنظار حيث أنها أسرع في عملية الاستشفاء بينما يحتاج إلى راحة لمدة عشر أيامٍ إلى أربعة عشر يومًا في حالة فتح المعدة ويمكن أن يحتاج إلى ست أسابيع كما في حالات انفجار الزائدة الدودية المسبب لالتهاب الغشاء المحيط بالبطن، وقد يستلزم مدة أطول في حالات انفجار الزائدة الدودية المسبب لتكوين خراج واستخدام أنابيب لاستفراغه مما يؤثر على عودة الحياة الطبيعية سريعًا ويُعيق العمل والدراسة لذلك يجب الاهتمام بأعراضها منذ البداية لنتائج أفضل.
- قد تكون الكحة أو العطس أو الحركة مؤلمة فمن الممكن الضغط على البطن بوسادة لتخفيف الألم.
- النوم عند التعب لأن الجسم في مرحلة الاستشفاء.
- الحفاظ على الجرح واتباع التعليمات لمنع تلوثه أو الإصابة بعدوى
- استخدام مسكنات الألم إذا لزم الأمر وتجنّب المجهود للحد من أسباب الألم واستخدام المسكنات.
- تجنب الأعمال الشاقة التي تؤثر على شفاء الجرح تمامًا.
- يُمكنك بدء المجهود تدريجيًّا والبدء بالمشي البسيط حتى تعود للمجهود الطبيعي بنهاية الاستشفاء.
تتعدد أسباب آلام البطن ولكن يجب عليك عدم إهمالها فور الشعور بالأعراض المذكورة واستشارة الطبيب سريعًا حتى يتاح له التشخيص الصحيح، واكتشاف ما إذا كانت الزائدة الدودية سبب الألم واتخاذ قرار إزالتها قبل حدوث انفجار الزائدة الدودية ومضاعفة الخطر المُعرّض له أو تعقيد التدخل الجراحي اللازم وزيادة مدة الاستشفاء.