مما لا شك فيه أن كل الأمهات تبحث عن أفضل الطرق لـتقوية مناعة الأطفال؛ نظراً لما يتعرض له الأطفال من احتمالية انتقال العدوى وانتشار الفيروسات، كما أن الأطفال أكثر عرضة لانتقال الأمراض بحكم نشاطهم المستمر لذا يجب الاهتمام بتقوية المناعة لديهم.
أهمية الجهاز المناعي للطفل
يعد الجهاز المناعي صمام الأمان لدى الطفل لمواجهة شتى أنواع العدوى فهو عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل في انسجام لحماية الجسم.
يعمل جهاز المناعة الطبيعي على مكافحة البكتيريا والفيروسات والطفيليات وأي جسم غريب يتعرض له الطفل لذلك يجب معرفة أفضل الطرق لدعم وتقوية مناعة الأطفال.
أسباب نقص مناعة الأطفال
هناك عدة أسباب لنقص مناعة الأطفال وتعد العوامل الوراثية من أهم أسباب نقص المناعة ويحدث ذلك نتيجة وقوع طفرة جينية مما يؤثر على الطفل، وأيضاً التعرض المستمر لمصادر العدوي المختلفة كالڤيروسات والتي تؤثر سلباً على الجهاز المناعي.
كما أن بعض العادات الصحية السيئة مثل قلة النوم و الاسراف في تناول الأدوية وغيرها قد تكون سبباً كافياً لنقص مناعة الأطفال وبالتالي لا بد من اكتساب عادات صحية لتقوية مناعة الأطفال.
تأثر جودة خلايا الدم البيضاء وعدم قدرتها على تأدية وظيفتها أيضاً يسبب ضعف الجهاز المناعي؛ لأن خلايا الدم البيضاء هي المسؤولة عن مجابهة العدوى التي تصيب الطفل.
أعراض نقص مناعة الأطفال
هناك العديد من أعراض نقص المناعة لدى الأطفال أبرزها:
– العدوى المتكررة في فترات زمنية متقاربة خلال العام الواحد.
– الإصابة بالالتهابات المتكررة ( مثل التهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي).
– عدم الاستجابة للعلاج بالمضادات الحيوية لمدة تتجاوز الشهرين و الحاجة للمضادات الحيوية بالحقن الوريدي.
– بطء و فشل النمو لدى الطفل.
– الإكزيما الشديدة
– الإصابة بأمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة).
لا بد أيضاً من خضوع الطفل للاختبارات والفحوصات الطبية المناسبة وإجراء التحاليل المتعلقة بالمناعة للتشخيص السليم، وإتخاذ الإجراءات المناسبة.
تقوية مناعة الأطفال طبيعياً
يوجد عدة طرق طبيعية وسهلة منها عادات يومية تساعد على تقوية مناعة الطفل، وأحد أهم هذه الطرق أخذ القسط الكافي من النوم يومياً لأن النوم يدعم بقوة الاستجابات المناعية لمواجهة العدوى والتعرف عليها، لذا يحتاج الرضيع إلى ١٦ ساعة من النوم يومياً ويحتاج الطفل فيما قبل عمر المدرسة إلى نوم ١٣ ساعة يومياً.
النشاط البدني المعتدل والخروج للبيئة المحيطة أيضاً يحفز و يدعم الجهاز المناعي؛ لأنه يعرض الطفل للمؤثرات المختلفة في البيئة والتي تتشكل طبيعياً مما يجعل الجهاز المناعي يتعامل معها باعتبارها غير ضارة نسبياً مما يهيئه للتعامل مع الإصابات الأكثر خطورة.
كما يعتبر التعرض لأشعة الشمس في الأوقات المناسبة بعيداً عن الأشعة الضارة يحفز إنتاج فيتامين د الذي يتكون في الجلد والذي يلعب دوراً هاماً في الاستجابة المناعية إلى جانب دوره في بنية العظام.
أغنى الأطعمة التي تساعد على تقوية مناعة الأطفال
من الممكن تقوية مناعة الأطفال باستخدام العديد من الأغذية المتوفرة في منزل فالتغذية الجيدة تدعم بقوة الجهاز المناعي ليصبح قادراً على التصدي لمختلف أنواع العدوى والأمراض الموسمية وغيرها من الأمور الصحية، وفيما يلي سنتعرف على قائمة بأهم الأطعمة التي تقوي مناعة طفلك.
الأسماك
من أفضل أنواع الأسماك السلمون والتونة و أيضاً الماكريل لاحتوائها على الأوميجا 3 المفيد للجسم و الأحماض الدهنية التي تعطي الجسم قيمة غذائية عالية مما يساهم في تحسين صحة الجسم، والحالة المزاجية، وتقوي الذاكرة نظراً لتحسين أداء المخ، وتقي الجسم من أمراض القلب.
كما يلعب السلمون تحديداً دوراً في تقوية مناعة الأطفال لاحتوائه علي فيتامين د الذي يعزز مناعة الجسم في مقاومة العدوي.
العسل
كيفية تقوية جهاز المناعة بالعسل:
يعد العسل من أغني الأغذية بالفوائد العديدة كما هو متعارف عليه ويعتبر من أقوى مضادات الالتهاب ويلعب دوراً فعالاً في مقاومة نزلات البرد و الڤيروسات.
كما أن العسل مصدر هام لإمداد الجسم بالطاقة لنظراً لأن أغلب تكوينه من الكربوهيدرات والماء لذا فإن تناوله يمنح الجسم طاقة لممارسة مختلف الأنشطة.
الموز
يقدم الموز قيمة غذائية عالية لطفلك لاحتوائه على المعادن وكمية من البوتاسيوم الذي يقلل من آلام العضلات ويساهم في خفض ضغط الدم.
تناول طفلك لثمرة موز عند الذهاب للمدرسة أو أثناء اليوم يمنحه قدر كبير من الطاقة لممارسة أنشطته بحيوية، كما أن الموز يحتوي قدر كبير من الألياف.
الزبادي
يحتوي الزبادي على البروبيوتك التي تمثل البكتيريا النافعة المستوطنة للأمعاء والتي تحافظ على التوازن البكتيري في الأمعاء، كما أنها تقي الجهاز الهضمي من العدوى الضارة، بالإضافة إلى أن هذه البكتيريا تنتج مجموعة من الفيتامينات الهامة للجسم.
الطماطم
تمتلك الطماطم قيمة غذائية عالية لاحتوائها مادة لايكوبين والتي تحارب الجزيئات الحرة في الجسم، ويفضل أكلها نيئة للحصول على أعلى قيمة منها.
الثوم
يعد الثوم مضاد حيوي طبيعي، كما أنه يعمل على تقوية مناعة الأطفال تجاه أي التهابات تصيب أي جزء في الجسم لذا ينصح بإدخاله في طعام الطفل حتى يتمكن الجسم من الاستفادة منه. يعمل الثوم أيضاً كمضاد للسموم و الذي بدوره يمنع انتشارها في الجسم.
البيض
إلى جانب احتوائه على قيمة عالية من البروتين يحتوي أيضاً علي عناصر مهمة لتقوية مناعة الأطفال مثل فيتامين د وفيتامين هـ والزنك والسيلينيوم.
البطاطا الحلوة
تحتوي البطاطا الحلوة على كمية من البيتا كاروتين و الذي وجد أنه يزيد عدد كريات الدم البيضاء، و أيضا تحتوي علي فيتامين سي الذي يدعم المناعة.
السبانخ
تعد السبانخ مصدر غني جداً بالحديد لذا يجب إدخالها إلى طعام الأطفال خصوصاً في مراحل النمو الأولي لتمد أجسامهم بالطاقه و الحديد.
اللوز
يمكن اعتبار اللوز أمثل مصدر غير حيواني للبروتين، كما أنه يساهم في بناء صحي للعظام لاحتوائه على نسبة عالية من المعادن (مثل الكالسيوم، والماغنسيوم، والفسفور، والمنجنيز) التي تعمل على بناء عظام قوية.
يفضل أكله مباشرة دون إضافته إلي السكريات أو الحلوى أو غيرها من أنواع الكعك.
أهم الفيتامينات والمعادن اللازمة لتقوية مناعة الأطفال
لا بد أن تكون وجبة الطفل غنية بجميع العناصر الغذائية من الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو وتطور الطفل خصوصاً في مراحل نموه الأولى، وفيما يلي أهمها:
فيتامين أ
يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الجهاز المناعي و تعزيزه لمواجهة مختلف أنواع العدوى، كما يعد مقاوماً للالتهاب، ويساهم في شفاء الأنسجة التالفة.
فيتامين ب
يعزز الجهاز المناعي لأنه يحفز إنتاج الخلايا الليمفاوية وخلايا الدم الحمراء، مما يزيد من تركيز الأجسام المضادة في الدم.
فيتامين هـ
يعمل كمضاد للاكسدة يحفز الجهاز المناعي للطفل للتخلص من الخلايا التالفة مما يزيد من سرعة الشفاء، كما يقلل من انتشار الخلايا السرطانية.
فيتامين ج
يعتبر مضاد للأكسدة قوي وفعال يحمي الخلايا من التلف مما يساعد في تحسين مقاومة جسم الطفل للعدوى بالفيروسات والبكتيريا.
فيتامين د
يلعب دوراً فعالاً في تقوية مناعة الأطفال، وتقليل العدوى خصوصاً في الجهاز التنفسي العلوي، بالإضافة إلى دوره في المساعدة على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء مما يساهم في بناء عظام وأسنان صحية.
حمض الفوليك
يحفز إنتاج الخلايا المناعية مما ينشط المناعة لدى الأطفال إلى جانب دوره في نمو الجهاز العصبي للطفل.
الزنك
يزيد إنتاج بعض أنواع الخلايا المناعية التي تعمل على قتل الأجسام الغريبة بالجسم، بالإضافة إلي تقليل نسبة الالتهاب مما يوفر الحماية للجسم من الإصابة بالعدوى المتكررة.
الحديد
يدخل الحديد مباشرة في إنتاج وتكوين خلايا الدم الحمراء، مما يساهم في تعزيز وتنشيط الدورة الدموية و المناعة.
الكالسيوم
يساعد على تقوية مناعة الأطفال، وتحسين وظيفة الجهاز العصبي و العضلات، إلى جانب دوره الأساسي في بناء عظام وأسنان صحية في مرحلة الطفولة.
مشروبات لذيذة تساهم في تقوية مناعة الأطفال
لا شك أن أغلب الأطفال يفضلون تناول المشروبات باستمرار، لذا من الممكن استخدام الفواكه و الأعشاب التي تحتوي على العناصر التي تعزز المناعة لدى الطفل داخل بعض المشروبات مثل:
عصائر الحمضيات
الحمضيات مثل البرتقال والليمون والجريب فروت تمتاز بأنها غنية بفيتامين ج، و المعروف بدوره في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض.
عصير الجزر والزنجبيل
من خصائص الزنجبيل أنه مضاد قوي للالتهاب لذا يتعاون مع الجزر الغني بالبيتاكاروتين لتكوين عصير منعش يدعم الجهاز المناعي بقوة.
عصير الكركم
الكركم من أهم مضادات الأكسدة والالتهاب معاً لذا إدخاله إلي عصير البرتقال أو الأناناس أو غيرهم يغزز المناعة عند الأطفال.
عصير التوت
يعد التوت والفراولة من الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة إلى جانب مذاقها اللذيذ الذي يفضله معظم الأطفال، يساهم في تقوية مناعة الأطفال.
عصير الرمان
يعتبر الرمان مضاد أكسدة مما يساعد علي تدعيم مناعة الطفل وتعزيزها.
من الممكن أيضاً تقوية مناعة الأطفال باستخدام بعض الأدوية التي تحتوي على بعض المكملات الدوائية و بجرعة محددة عن طريق الطبيب المختص.
مناعة الطفل هي الحصن المنيع لمختلف أنواع العدوى التي يتعرض لها الطفل، لذا من الضروري تقويتها و دعمها بكل الطرق الممكنة لضمان سلامة طفلك و تمتعه بصحة جيدة و هذا ما نرغب به جميعاً.
أقرأ المزيد عن :