قبل التطرق لمعرفة علاج الحرقان الصدري لابد من معرفة ما هو الحرقان الصدري: هو شعور بألم أو مغص في منطقة الصدر والجزء العلوي من البطن الذي قد يمتد إلي العنق أو الحلق,و يتسبب في الشعور بالإنزعاج والحرقة في منطقة الصدر خلف عظمة القص.
قد يعتبر الحرقان الصدري حالة طبية خطيرة تستدعي مراجعة الطوارئ خاصة إذا ظهرت إحدي الأعراض التالية:
– الشعور بالضغط والإمتلاء في منطقة الصدر.
– الغثيان والتقيؤ.
– الشعور بالضغط في الجانب الأيمن أو الأيسر.
– ألم وحرقة في الصدر ينتقل إلي الفك أوالكتف والذراعين.
أسباب الحرقان الصدري
بمجرد أن يشعر الشخص بحرقان في الصدر، يظن أنه يعاني من مشكلة في القلب أو على وشك الإصابة بنوبة قلبية أو يعاني مشكلة ما في الرئة،في حين تتعدد أسباب الشعور بهذا الحرقان.
وإليك أهم أسباب الحرقان الصدري:
– حرقة المعدة: من أكثر أسباب حرقان الصدر شيوعاً.
– إرتجاع المريء.
– إلتهاب المريء.
– قرحة المعدة.
– فتق الحجاب الحاجز.
– إلتهاب الرئة: قد تكون عدوي بكتيرية أو فيروسية (مرض الزونا أو الحزام الناري) أو فطرية.
– وجود ذبحة صدرية.
– إصابة الشخص بالقلق والتوتر.
– وجود نوبة قلبية.
– إلتهاب الغضروف الضلعي.
– وجود حصوة في المرارة.
– إلتهاب التأمور (الغشاء الرقيق المحيط بالقلب).
– تعرض الشخص لإصابة في العظام أو العضلات في منطقة الصدر.
– إضطراب الهلع.
– الحمل: الحرقان الصدري شائعا في فترة الحمل.
علاج الحرقان الصدري:
علاج الحرقان الصدري يعتمد على سببه وشدته،وقد يكون العلاج طبيعياً من المنزل أو علاج دوائي بعد إستشارة الطبيب.
تغيير نمط الحياة:
أحد العلاجات المشتركة هو تغيير نمط الحياة والذي يعد خطوة أساسية ومهمة إلي جانب سواء العلاج المنزلي أو الدوائي,والتي تساعده بشكل واضح في تخفيف الحرقان الصدري وتهدئة الحموضة.
ومن طرق تغيير نمط الحياة:
– تجنب الطعام الحار والدهني والحمضي،والمشروبات الكحولية والغازية.
– تناول الوجبات الصغيرة والمنتظمة بدلًا من الوجبات الكبيرة والثقيلة.
– تجنب تناول الطعام قبل النوم ورفع الرأس أثناء النوم لتقليل إنسداد المعدة والتاجي.
– ينصح بتجنب تناول الاطعمة الدسمة عموما ,وخاصة قبل النوم.
– شرب ما لا يقل عن 8 أكواب يومياً.
– الوقوف في وضعية مستقيمة عند الشعور بالحموضة.
– الإمتناع عن التدخين.
علاج الحرقان الصدري في المنزل:
إذا كنت تحاول تجنّب إرتجاع الحمض أو التخلص من حرقة المعدة بسرعة، إليك طرق علاج الحرقان الصدري منزلياً:
العلاجات العشبية:
تساعد بعض الأعشاب في التخفيف من الحموضة وبالتالي يساعد في تهدئة الحرقان الصدري، ولكن من المهم إستشارة الطبيب قبل تناول أي عشبة لمعرفة ما إذا كانت مناسبة لك وآمنة.
إليك بعض الأمثلة علي الأعشاب وعلاجات الطب البديل التي تساهم في تهدئة الحرقان الصدري:
الزنجبيل: شرب شاي الزنجبيل يمكن أن يساعد في تخفيف الحموضة.
عرق السوس: يساعد العرق سوس في زيادة الطبقية المخاطية لبطانة المرئ مما قد يحمي المرئ من الضرر الذي تتسببه أحماض المعدة.
النعناع: النعناع له تأثير مهدئ علي عضلة المرئ وبالتالي يقلل حموضة المعدة.
القرفة: حيث تحتوي علي مواد مهدئة ومضادات أكسدة فيمكن أن تساعد في تخفيف الإلتهاب وتهدئة الحرقان الصدري.
الألوفيرا: يعتقد أن عصير الألوفيرا الذي يتم استخلاصه من نبات الصبار له تأثير مهدئ ومضاد للإلتهابات في المرئ.
علاج الحرقان الصدري بالطب البديل:
تناول موزة ناضجة,محتوى البوتاسيوم العالي في الموز يجعله طعاماً قلوياً إلى حد ما،ووفقاً لأكاديمية التغذية وعلم التغذية ،هذا يعني أنه يساعد في مواجهة حموضة المعدة التي تهيج المريء.
كما أن الأطعمة القلوية الأخرى التي قد تساعد في تعويض الحموضة المعوية تشمل البطيخ والقرنبيط والشمر والمكسرات.
أيضا قد يساعد العسل الطبيعي علي تهدئة المرئ وتخفيف الحرقة حيث ينصح بتناول معلقة صغيرة من العسل قبل الاكل.
بالاضافة إلي العلكة: أحد الطرق الفعالة في علاج الحرقان الصدري،حيث يساعد مضع العلكة الخالية من السكر علي زيادة إنتاج اللعاب مما يساهم بدوره في تعزيز عملية البلع, والذي يساعد في الحفاظ علي مستوي حمض المعدة منخفضا وبالتالي تخفيف أعراض الحموضة.
ومع ذلك،من المهم أن تعلم أن هذه العلاجات الطبيعية قد تكون فعالة لبعض الأشخاص ولكن ليست ضمانًا للتخلص الكامل من حرقة الصدر.
إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، ينبغي عليك التشاور مع الطبيب لتقييم الحالة وإستشارته بشأن الخطوات المناسبة للعلاج .
العلاجات الدوائية
علي الرغم من أن حرقان الصدر يعتبر عرض بسيط إلا أنه يمكن أن يكون عرض خطير في بعض الحالات,وقد يشير إلي بعض الحالات الطارئة التي تحتاج الي تدخل طبي سريع.
لذلك يجب علي الأشخاص الغير متأكدين من سبب الحرقان الصدري سرعة التوجه الي الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
هناك عدة أنواع من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الحرقان الصدري،ومنها:
– مُثبِّطات البروتون: تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج الحمض في المعدة، مما يخفف من حدة حموضة المعدة والحرقان الصدري (أوميبرازول، إيزومبرازول، لانزوبرازول).
– الأدوية المضادة للهستامين: تعمل هذه الأدوية على تثبيط عمل الهستامين الموجود في جدار المعدة،ويتم من خلاله تخفيف حموضة المعدة والحرقان الصدري (رانيتيدين، فيموتيدين، سيميتيدين).
– الأدوية المضادة للحموضة: تعمل هذه الأدوية على تحييد الحمض الموجود في المعدة، مما يساعد في تخفيف الحرقان الصدري وتهدئة الأعراض الأنتاكيد (الألموجيلات، المغلفات البسيطة).
– الأدوية المهدئة للمعدة: تحتوي هذه الأدوية على مكونات تهدئ المعدة وتقلل من التهيج والحرقان البيسموثو (البيسموثو بينكو، البيسموثو ميلوكيد).
عليك إستشارة الطبيب قبل علاج الحرقان الصدري بإستخدام الأدوية.
الوقاية من الحرقان الصدري
الوقاية دائما خير من العلاج، يمكنك إتباع بعض الإجراءات الوقائية المهمة التي تساعد على تقليل الحرقان الصدري، مثل:
الحفاظ على وزن صحي: السمنة وزيادة الوزن يمكن أن تساهم في زيادة ضغط المعدة وحدوث حرقان الصدري. يُفضل الحفاظ على وزن صحي من خلال ممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي.
تناول الوجبات الصغيرة والمتكررة: تناول وجبات صغيرة بشكل منتظم على مدار اليوم يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على المعدة وتخفيف حدوث حرقان الصدري.
تجنب الأطعمة والمشروبات المسببة للحرقان: قد تسبب بعض الأطعمة والمشروبات مثل الدهون العالية والتوابل الحارة والشوكولاتة والكافيين زيادة في حموضة المعدة وتسبب حرقان الصدري. يُفضل تجنب استهلاكها بشكل كبير.
تفادي الوجبات الثقيلة قبل النوم: ينصح بتجنب تناول وجبات كبيرة أو تناول الطعام قبل النوم بفترة طويلة. يفضل تناول الطعام قبل ساعتين على الأقل من وقت النوم.
تجنب التدخين والكحول: يعتبر التدخين وإستهلاك الكحول عوامل تزيد من خطر حدوث حرقان الصدري. يُفضل تجنبهما بشكل كامل.
النوم على وسادة مرتفعة: قد يساعد رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسادة مرتفعة على تقليل تدفق الحمض من المعدة إلى المريء.
الحد من التوتر والإجهاد: يعتبر التوتر والإجهاد عوامل تزيد من إحتمالية حدوث حرقان الصدري. ينبغي إستخدام تقنيات الإسترخاء وممارسة النشاطات التي تقلل من التوتر والإجهاد.
تذكر دائمًا أنه في حال استمرار حدوث حرقان الصدري بشكل مستمر ومتكرر، يُفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتوجيهك بشكل صحيح.
