عرق النسا، أو العصب الوركي، حالة طبية تسبب ألماً شديداً يمتد من أسفل الظهر إلى الساقين، مروراً بالأرداف.
أعراض عرق النسا عند النساء تتفاوت من حيث الشدة؛ فقد يكون الألم خفيفاً أو حاداً أو حارقاً أو أشبه بصدمة كهربائية أحياناً.
يُعتبر العصب الوركي أطول عصب في الجسم؛ حيث يمتد من الألْيَتَيْن إلى أسفل كل ساق. وعندما يتعرض العصب للضغط أو الالتهاب يسبب ألماً، ويكون مصحوباً بخدر فى الساق المصابة.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أعراض عرق النسا عند النساء، مع التركيز على العوامل التي تجعل النساء أكثر عرضة لهذه الحالة، وكيفية التعامل معها.
ما هو عرق النسا؟
عرق النسا هو مصطلح يُستخدم لوصف الألم الناتج عن تهيج أو ضغط على العصب الوركي. هذا الألم الحاد يحدث فى أسفل الظهر وينتشر إلى الجزء الخلفي من الفخذ حتى الساق.
يمكن أن يحدث هذا الضغط بسبب عدة عوامل، مثل الانزلاق الغضروفي– وذلك عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
يمكن أن يحدث بسبب النتوءات العظمية والتهاب المفاصل– عادةً عند كبار السن– أو تضيق القناة الشوكية، أو داء السكرى نتيجة اعتلال الأعصاب، أو حتى الحمل عند النساء.
يمكن أن يحدث أيضاً نتيجة للسمنة؛ حيث زيادة الوزن تسبب ضغطاً على العمود الفقرى، أو حتى الجلوس لفترات طويلة.
الألم الناتج عن عرق النسا يؤثر عادة فى أحد جانبى الجسم، فيمكن أن يصيب الرجل اليسرى أو اليمنى.
يمكن أن يكون الألم خفيفاً أو شديداً، وقد يصاحبه خدر أو ضعف في الساقين. ويمكن أن يتفاقم الألم سوءاً مع السعال أو العطاس أو الجلوس لفترة طويلة.
أعراض عرق النسا عند النساء
تتشابه أعراض عرق النسا عند النساء مع تلك عند الرجال، ولكن هناك بعض العوامل التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، مثل التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو انقطاع الطمث. فيما يلي أبرز أعراض عرق النسا عند النساء:
ألم في أسفل الظهر
الألم يكون فى صورة تنميل أو حرقان أو وخز “الإحساس بدبابيس وإبر” أو أشبه بصاعقة كهربائية، يمتد من أسفل الظهر حتى الساق مروراً بالفخذين. ويزداد الألم بالانحناء أو رفع الأثقال.
ضعف في العضلات
في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي عرق النسا إلى ضعف في عضلات الساقين أو القدمين. هذا الضعف يمكن أن يؤثر على القدرة على المشي أوالوقوف، وقد يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
صعوبة فى النوم بسبب الألم المستمر
التعرض للألم باستمرار لا يجعلك تحظى بليلة هادئة ونوم جيد، وخصوصاً فى الحالات الشديدة حيث لا تعمل مسكنات الألم، ويصبح من الصعب التأقلم.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بعرق النسا
هناك عدة عوامل تحفز ظهور أعراض عرق النسا عند النساء، منها:
الحمل
التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن تزيد من الضغط على العصب الوركي.
انقطاع الطمث
التغيرات الهرمونية خلال هذه الفترة يمكن أن تؤثر على صحة العظام والأعصاب.
الجلوس لفترات طويلة
النساء اللواتي يعملن في وظائف تتطلب الجلوس لفترات طويلة قد يكن أكثر عرضة للإصابة بعرق النسا.
السمنة
زيادة الوزن تزيد من الضغط على العمود الفقري والعصب الوركي.
الإصابات السابقة
النساء اللواتي تعرضن لإصابات في الظهر أو العمود الفقري قد يكن أكثر عرضة للإصابة بعرق النسا.
الانزلاق الغضروفى
الضغط على الغضروف يمكن أن يؤدى إلى ضغط على العصب الوركى.
النتوءات العظمية والتهاب المفاصل
النتوءات العظمية هى نتوءات صغيرة تتشكل عادة في مفاصل العظام. بروز هذة النتوءات على العمود الفقري يمكن أن يؤدى إلى تضيق القناة الشوكية، وبالتالى الضغط على العصب الوركى.
داء السكري
فى داء السكري يحدث اعتلال للأعصاب منها العصب الوركي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ماهى الحالات التى يجب عندها زيارة الطبيب فى حالة وجود أعراض عرق النسا عند النساء؟
– الشعور بألم شديد فى الظهر، أو الساق، أو البطن، أو جانب الجسم لمدة أكثر من أسبوع، ولا يقل الاحساس بالألم عن طريق تناول المسكنات، أو إذا شعرت بازدياد الألم سوءاً عن قبل.
– حدوث مشاكل بالساق كالتورم أو البرودة أو تغير لون الجلد أو ظهور تقرحات أو الإصابة بعدوى لا تلتئم.
– إذا أحسست بتخدير وفقدان الإحساس بأطراف قدميك.
– إذا أُصبت بضعف جنسى.
– إذا أُصبت بسلس البول أو البراز.
كيفية التعامل مع أعراض عرق النسا عند النساء؟
إن أعراض عرق النسا عند النساء من الأمور التى يسهل التعامل معها؛ فهناك عدة طرق يمكن أن تساعد على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة بدون اللجوء للجراحة.
إن أعراض عرق النسا عند النساء يمكن تقليلها من خلال الراحة التامة، وتجنب الأنشطة التي تزيد من الألم– مثل رفع الأثقال– و الجلوس لفترات طويلة.
يجب المحافظة على استقامة الظهر وانحناء الركبتين عند رفع الأشياء الثقيلة، مع تجنب الرفع والالتفاف فى آن واحد.
كما يجب تجنب الجلوس لفترات طويلة فى وضعية واحدة، ولذلك يجب تغيير وضعيتك كل 20 دقيقة أو نحو ذلك.
يمكن لممارسة التمارين الرياضية (مثل المشى أو السباحة أو العلاج المائى) تقوية عضلات الظهر والبطن مما يساعد في تخفيف الضغط على العصب الوركي.
ولا يمكن التغافل عن أهمية ممارسة تمارين الإطالة كجزء من العلاج؛ حيث تساعد على تقوية عضلات أسفل الظهر، وتحسين مرونة العمود الفقرى ومدى الحركة.
مع ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، بالإضافة إلى اتباع حمية غذائية صحية يمكن خسارة بعض الوزن، مما يساعد على تقليل الضغط على العصب الوركى.
يتم علاج عرق النسا من خلال المسكنات– كالأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات– ومرخيات العضلات، والعلاج الطبيعي، حيث يساعد الأخير على تقوية عضلات أسفل الظهر والساقين.
في بعض الحالات، يمكن حقن الكورتيكوستيرويد في المنطقة المحيطة بالعصب للحد من الألم والالتهاب.
تلعب الكمادات الساخنة او الباردة أيضاً دوراً هاماً فى تقليل الالتهاب وتسكين الألم. في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لتخفيف الضغط على العصب.
فى معظم الأحوال تتحسن الحالة بغضون أسابيع قليلة بدون الحاجة إلى التدخل الجراحى.
عرق النسا واللومباجو
على الرغم أن أعراض عرق النسا عند النساء تتشابه مع اللومباجو– وهو مصطلح لوصف الألم أسفل الظهر– إلا أن عرق النسا فى الغالب ما يكون مصحوباً بالتنميل أو الإحساس بالوخز أسفل الظهر مروراً بالأرداف وحتى الساق، بينما لا يحدث هذا فى اللومباجو.
عرق النسا والانزلاق الغضروفى
يحدث الانزلاق الغضروفي عندما يتمزق القرص الغضروفي الموجود بين فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى تراكم جزء من المادة الجيلاتينية الموجودة داخله، والتى تضغط بدورها على الأعصاب المحيطة.
يمكن أن يحدث الانزلاق الغضروفي في أي جزء من العمود الفقري، لكنه شائع في المنطقة القطنية (أسفل الظهر) والمنطقة العنقية (الرقبة). يمكن أن يحدث لنفس أسباب عرق النسا. كما تتماثل بروتوكولات علاج الانزلاق الغضروفي القطني وعرق النسا.
عرق النسا هو حالة مؤلمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة النساء. من خلال فهم أعراض عرق النسا عند النساء، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة، يمكن اتخاذ خطوات فعالة للوقاية والعلاج. إذا كنتِ تعانين من أعراض عرق النسا، فلا تترددي في استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب. مع الرعاية الصحيحة، يمكن التغلب على هذه الحالة والعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية.
إقرأ المزيد عن:
أعراض نشاط الغدة الدرقية عند انساء