تعتبر الهرمونات مواد كيميائية تتحكم في جسم الإنسان، وأي خلل بها يؤدي إلى اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
تنتج الهرمونات من الغدد الموجودة في جهاز الغدد الصماء، حيث تنتقل من خلال الدم إلى الأنسجة والأعضاء، لذلك تقوم الهرمونات بتنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم مثل الأيض، أو الوظائف الجنسية والقدرة على الإنجاب من خلال تنظيم الدورة الشهرية، أو النمو، أو مستوى السكر في الدم، لكن قد يحدث خلل في الهرمونات واتزانها نتيجة بعض العادات الغذائية أو السلوكية الخاطئة.
تتراوح فترة الدورة الشهرية عند النساء بين 21-35 يومًا، لكن في بعض الحالات نلاحظ أن الدورة الشهرية غير منتظمة، وهناك تخطي لبعض الدورات، وذلك يعني أنك تعانين من اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى ذلك، ومن خلال هذا المقال سنتمكن من معرفة الأعراض والأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا الخلل الهرموني.
هل يعد انتظام الدورة الشهرية دليل على انتظام الهرمونات في الجسم
نعم, فإن انتظام الدورة الشهرية دليل على انتظام الهرمونات الموجودة في جسد الأنثى، ولكن لا علاقة لذلك بقوة التبويض؛ فليس للتبويض قوة، وذلك لأن بعض الدورات قد تأتي وتذهب بدون اي تبويض، مثال علي ذلك ان العديد من النساء في عمر ال25 يكون لديهم تبويض في حوالي 10 أشهر من 12 شهر في السنة، حيث يوجد بكل شهر بويضة، لكن في عمر الأربعين يصبح التبويض فقط في 3 إلى 4 أشهر في السنة، على الرغم من أنهم قد يلاحظوا انتظام الدورة الشهرية بدون تبويض.
اسباب اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى خلل في الهرمونات، والتي يمكن أن تؤثر على جسم المرأة وتنقسم الي:
أسباب عامةً
والتي تتمثل في كل من الآتي:
– داء السّكري
– أمراض الغدة الدرقية، مثل قصور الغدّة الدرقية أو فرط نشاطها
– قصور الغدد التناسلية
– متلازمة كوشينغ
– العقيدات الدرقية المفرطة
– العلاج الهرموني
– الأورام، سواء كانت حميدة أو خبيثة
– تضخّم الغدة الكظرية
– اضطرابات الأكل (العادات والسلوكيات الغذائية الخاطئة)
– أدوية ذات تأثير على الهرمونات
– الضغوطات العصبية والنفسية
– أورام الغدة النخامية
– العلاجات التي تستخدم في علاج السرطان
– الإصابة بحادث ما أو صدمة
أسباب تخص النساء
وهي أسباب اساسية تؤدي إلى حدوث اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية، وتتمثل في الآتي:
– سن اليأس
– الحمل والرضاعة
– متلازمة المبيض متعدد التكيسات (PCOS)
– انقطاع الطمث المبكر
– قصور المبيض الأساسي
– الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل
أعراض اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية
من الطبيعي أن يحدث تغير في مستوي الهرمونات في جسم المرأة في عدة مراحل مختلفة، مثل: الدورة الشهرية، أو الحمل، أو عند الوصول إلى سن اليأس، إلا أن هناك بعض المشاكل الصحية التي من الممكن أن تؤثر على مستويات الهرمونات وتؤدي إلى اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
وسنذكر الآن أهم العلامات والأعراض الشائعة التي يمكن من خلالها معرفة المرأة بأنها تعاني من خلل واضطراب الهرمونات داخل جسمها في ما يأتي:
عدم انتظام الدورة الشهرية
بشكل عام كما ذكرنا أنه تتراوح فترة الدورة الشهرية لدى النساء بين 21-35 يومًا، لكن في حال لاحظت أن الدورة الشهرية غير منتظمة، وهناك تخطي لبعض الدورات، فقد يعني ذلك أنك تعانين من اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وتعتبر كعامل أساسي في حدوث لخبطة الهرمونات هي : الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، أو الاقتراب من سن اليأس.
مشاكل في النوم
من أهم أعراض عدم توازن الهرمونات عند المرأة التعرض لحدوث اضطرابات وخلل في النوم.
وذلك لأن هرمون البروجسترون الذي يفرز من المبيض يساعد على النوم، بالتالي نقص مستويات هذا الهرمون يمكن أن يسبب مشاكل وصعوبة في النوم.
بالإضافة الى ذلك، يسبب انخفاض مستوى هرمون الأستروجين في الجسم إلى حدوث هبات الحرارة والتعرق الليلي، وكلاهما يؤديان الي عدم القدرة على النوم.
ظهور حب الشباب
عند ملاحظة ظهور حب الشباب العنيد، حيث تواجهين صعوبة في علاجه والتخلص منه، فقد يكون ذلك مؤشرًا أو عرضًا من أعراض اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية عند المرأة.
حيث أن زيادة مستوى هرمون الأندروجين في جسم الأنثي يمكن أن يسبب زيادة إفراز الزيوت في البشرة وبالتالي ظهور حب الشباب الذي يصعب التخلص منه.
مشاكل في الذاكرة
إلى جانب كل ما سبق من أعراض اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية، فقد يسبب عدم اتزان الهرمونات أيضًا إلى وجود مشاكل في الذاكرة لدى المرأة.
السبب الرئيس وراء ذلك لم يعرف بعد، إلا أنك قد تعانين من صعوبة تذكر الأمور وضبابية في الذاكرة.
اضطرابات في الجهاز الهضمي
تؤثر مشكلة الهرمونات على الجهاز الهضمي بصفة عامة، وبالأخص في حال عدم توازن كل من هرموني الأستروجين والبروجسترون.
في حال حدوث تغيير في مستويات هذه الهرمونات، من الممكن ملاحظة المشاكل الهضمية الآتية:
– الإسهال
– الإمساك
– ألم في المعدة
– الانتفاخ
– الغثيان
وهذه الأعراض قد تزداد أو تقل مع اقتراب موعد الدورة الشهرية.
أعراض أخرى لعدم توازن الهرمونات
هناك مجموعة أخرى من أعراض اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية عند المرأة، والتي من شأنها أن تشير لوجود مشكلة في مستويات الهرمونات والتي تشمل ما يأتي:
– الشعور بالتعب المستمر والشعور بالنعاس والخمول الدائم.
– التقلبات المزاجية المستمرة.
– زيادة الوزن الملحوظة.
– لإصابة بالصداع المستمر.
– جفاف في المهبل.
– انخفاض الرغبة الجنسية عند المرأة.
– تغييرات في الثديين.
– زيادة نمو الشعر في بعض الأماكن الغير مرغوب فيها في الجسم.
– هشاشة العظام.
– نزيف من المهبل في غير موعد الدورة الشهرية.
– تساقط شعر الرأس.
كيف يتم تشخيص اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية
بما أنّ حالة عدم التوازن واضطراب الهرمونات والدورة الشهرية من شأنها أن يكون لها أسباب عديدة، بالتالي يؤدي إلى تنوّع طرق التشخيص، لذا هناك العديد من الفحوصات التي قد يطلب منك الطبيب إجراءها.
وعند الذهاب للطبيب المعالج عليك تذكر أسماء الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تقومين باستخدامها، وتعرفي علي اعراضك لتكوني مستعدة للإجابة الأسئلة التي تتعلّق بالأعراض، وطبقا إلى إجاباتك سيحدّد الطبيب المعالج الفحوصات والتشخيصات التي تحتاجينها لمعرفة سبب اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية، وهذه الفحوصات قد تكون كالآتي:
فحص الدم
عادة ما يبدأ الطبيب بفحص الدم، حيث يساهم فحص الدم بالكشف عن معظم الهرمونات ومستوياتها في الدم، ومن خلال هذا الفحص يدرس الطبيب المعالج مستوى عمل الغدة الدرقية، و الإستروجين، والكورتيزول وغيرها.
معاينة الحوض
يتم من خلالها إلقاء نظرة على عنق الرحم لفحص أية تليّفات، وأكياس، وكتل، وأورام غير طبيعية.
الموجات فوق الصوتية
يستخدم هذا الفحص لرسم صورة عن الأعضاء داخل الجسم، لذلك قد يطلب طبيبك هذا الفحص لتحصيل أفضل صورة عن وضع الرحم أو المبيض، وللتأكد من مدى عمل الغدة الدرقية والغدّة النّخامية.
علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية عند المرأة
يتم علاج أعراض اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية عند المرأة من خلال إحدى الخيارات الآتية:
حبوب منع الحمل
حيث تحتوي على شكل من أشكال الأستروجين والبروجسترون لمحاولة تنظيم الدورة الشهرية وإعادة توازن الهرمونات.
الأستروجين المهبلي
يتوفرعلى شكل مرهم للتخلص من جفاف المهبل المرتبط بالتغيرات في مستوى هرمون الأستروجين.
الأدوية البديلة للهرمونات
تستخدم للتقليل من الأعراض الشديدة المرتبطة بانقطاع الطمث.
الأدوية المضادة للأندروجين
تستخدم في علاج حب الشباب والحد من نمو الشعر الزائد والغير مرغوب في الجسم.
الأدوية التي تساعد على تحفيز الإباضة
حيث تستخدمها السيدات المصابات بتكيس المبايض ولديهن رغبة في الحمل.
كيف انظم هرموناتي طبيعياً
تقوم العديد من النساء في التساؤل عن طرق تنظيم الهرمونات طبيعيا وذلك لتجنب اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
ويمكنك تنظيم هرموناتك عن طريق الآتي:
قومي بالتحكم في مشاعرك
تؤثر الاضطرابات النفسية والإجهاد والقلق في توازن الهرمونات في جسمك، خاصة هرمون الكورتيزول الذي يُساعد في التعامل مع التوتر على المدى البعيد، والأدرينالين الذي يقوم بتزويد جسمك بالطاقة اللازمة للرد على أية أخطار مباشرة، حيث أن الإجهاد يؤدي إلى زيادة مستوى هرمون الكورتيزول، الأمر الذي قد يجعلك تقومين بالإفراط في تناول الطعام والإصابة بالسمنة، وبالتالي حدوث اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
علي الناحية الأخرى ارتفاع مستوى الأدرينالين في الجسم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب، حيث وجد أن ممارسة تقنيات تقليل الإجهاد، مثل: التأمل، واليوغا، والتدليك، والاستماع إلى موسيقى، والاسترخاء تساعد بشكل كبير في خفض مستويات هرمون الكورتيزول، لذلك ينصح الاطباء بتخصيص ما لا يقل عن 10 إلى 15 دقيقة يوميًا للأنشطة التي تقلل الإجهاد والضغط العصبي.
تناولي قدر كافي من البروتين
يعتبر تناول كمية كافية من البروتين أمرًا في غاية الأهمية للحفاظ على توازن الهرمونات داخل جسمك، حيث يُوفر البروتين الغذائي العديد من الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع جسمك صناعتها بنفسه، والتي تُعتبر في غاية الأهمية للتحكم في الشهية والمحافظة على صحة العضلات والعظام والجلد.
كما أن تناول البروتين يعمل على تقليل مستويات هرمونات الجوع في الجسم، وقد يعمل على زيادة إفراز الهرمونات التي تشعر الشخص بالشبع، لذلك يُوصي الأطباء بتناول ما لا يقل عن 20 – 30 جرامًا من البروتين يوميا في كل وجبة؛ وذلك للحفاظ على توازن الهرمونات في الجسم.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
يُعتبر النشاط البدني عامل مهم ومؤثر في توازن الهرمونات المختلفة في الجسم، خاصة هرمون الأنسولين، حيث يرتبط ارتفاع مستوى الأنسولين في الدم بالالتهابات، ومرض القلب، والسكري، والسرطان، لذا عليك المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية لتنظيم عملية الأيض، والمحافظة على مستويات متوازنة من هرمون الأنسولين في جسمك.
قد يُساهم النشاط البدني أيضًا في تحسين مستويات هرمونات الحفاظ على صحة العضلات التي تقل مع تقدم العمر، مثل: هرمون التستوستيرون، وهرمون النمو، وهرمون السعادة.
تجنب تناول السكريات والكربوهيدرات
تُعتبر الأطعمة التي تحتوي على السكريات والكربوهيدرات من العوامل الأساسية والمؤثرة في توازن هرمونات الجسم وخاصة الأنسولين، وهرمون السمنة، حيث أن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات والسكريات من الممكن أن تزيد من مستوى الأنسولين في الدم، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو مرض السكري.
تجنب تناول الكافيين
تؤثر مشروبات الكافيين في عمل بعض الغدد الصماء في الجسم، خاصة إذا كنت تمر في مرحلة تتطلب بعض التغيرات الهرمونية في الجسم، مثل: الحمل، أو الدورة الشهرية، أو الاكتئاب، ومن الممكن استبدالها بأحد أنواع شاي الأعشاب وبذلك نتجنب حدوث اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية.
ولكن إذا لم تتمكن من عدم تناول الكافيين، قم بإضافة ملعقة من زيت جوز الهند لكل كوب من القهوة وخلطها جيدًا، حيث سيقلل من تأثيره على الغدد الصماء في الجسم.
تجنب المواد الكيميائية الضارة
تحتوي المواد الكيميائية الموجودة في المبيدات الحشرية والمنظفات المنزلية أو حتى أواني الطبخ على مواد تعمل على تعطيل هرمونات الجسم المختلفة خاصة الهرمونات المسؤولة عن الحمل، الأمر الذي يؤدي الى العقم لدى الرجال والنساء على حد سواء.
لذلك يجب عليك استخدام الأواني الزجاجية أو المعدنية غير المغلفة بمانع الالتصاق، وعدم تسخين أو تخزين الأطعمة داخل أواني بلاستيكية.
تناول الشاي الأخضر
إن تناول الشاي الأخضر يعمل على خفض مستوى الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بالسمنة ومرض السكري، لذلك ينصح خبراء التغذية بتناول ثلاثة أكواب منه يوميًا.
احصل على قسطًا كافٍ من النوم
يرتبط ضعف النوم بحدوث اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية كما ذكرنا مسبقا، لذا عليك النوم بما لا يقل عن سبع ساعات يوميًا لتحافظ على توازن هرمونات جسمك.
وفي النهاية قد تعرفنا أن الهرمونات مسؤولة عن العديد من العمليات الحيويه والمهمه في أجسامنا، فعندما تخرج الأمور عن السيطرة، يبدأ جسم الإنسان في التعبير عن ذلك بظهور الكثير من الأعراض والعلامات التي قد تتسبب في مضاعفات خطيرة إذا تم تجاهلها. لذلك عزيزتي لا تترددي ابدا في طلب استشارة طبيبك الخاص عن كل ما يدور في ذهنك عند ظهور أي أعراض أو علامات تدل على اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية .